هل يمكن للبنوك المبنية على البلوكشين أن تتغلب على نظيرتها التقليدية؟

لوقت طويل, اشتملت التكنولوجيا المتطورة على إنجازات رئيسية تعود لأنظمة البنوك المركزية حول العالم في الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. فالتكنولوجيا التي تقف وراء بطاقات الائتمان والدفع عبر الانترنت قد ساهمت برفع أداء الأعمال, زيادة الأرباح, وتسهيل وصول الزبائن لحاجياتهم.

وكما ساهمت الشركات الثورية مثل البايبال “Paypal” بخلط الأوراق في مجال التجارة الإلكترونية في أيامها, فإن البنوك المبنية على البلوكشين في أيامنا هذه تقدم تحديا للخدمات المتاحة في الوضع الراهن. فهذه البنوك تقدم خدمات بنكية متكاملة مبنية على تكنولوجيا البلوكشين, ومتاحة للمستخدمين العاديين, للمتحمسين لهذه التكنولوجيا, وللمستثمرين على حد سواء.

نحن لا نزال في مرحلة انتقالية بين عهد التمويل المركزي التقليدي وبين المرحلة الجديدة من التمويل اللامركزي. وفي ضوء هذا التغير, لا يمكنني أن أنصحك بإلغاء حسابك البنكي التقليدي على الفور, لكن هذا لا يجب أن يمنعك عن المزيد من الاطلاع وأن تدخل في هذا العالم الجديد بشكل جدي. هناك الكثير من المكاسب التي يمكن أن يحققها المتبنون الأوائل لهذه التكنولوجيا الثورية.

الدفع اللاسلكي والقروض الرقمية

من بطاقات الائتمان إلى أنظمة الدفع اللاسلكي, تم دائما توجيه المديح إلى التطورات في عالم الدفع الإلكتروني لما تقدمه من فوائد للشركات التي تتبناها. بالإضافة لما تقدمه شهولة استخدامها من فوائد للتاجر والمستهلك.

عدد من البنوك الرقمية “Cryptobanks” قد بدؤو بتبني تكنولوجيا الدفع المتنقل مثل NFC, QR, Apple pay, AndroidPay. وذلك بدمج هذه الخدمات مع تكنولوجيا البنوك اللامركزية المبنية على البلوكشين لتقديم خدمات عالمية. هذه الخدمات يمكن التحكم بها من أي مكان باستخدام جهاز حاسب أو تطبيق هاتف ذكي.

هذه البنوك قامت بتبني مجموعة إضافية من الخدمات مثل القروض الائتمانية المبنية على رموز “Token”. هذه القروض يمكن الوصول لها بشكل فوري في أي مكان من العالم, كما يمكن قبضها بالعملة التي يختارها الزبون.

خدمات مصرفية غير مقيدة وقابلة للتوسع للشركات

إن المكاسب المقدمة لأصحاب الأعمال كبيرة, عندما تستخدم بشكل صحيح. على سبيل المثال, يمكنك الآن أن تؤسس عملا جديدا من الصفر مستفيدا من الخدمات التي تقدمها البنوك الرقمية للحلول المخصصة, والتي يمكن توسيعها لتشمل أي نموذج عمل. هذا النموذج يمكن أن يكون لشركة افتراضية عبر الانترنت أو لمتجر موجود فيزيائيا على الأرض, معطيا الزبائن الإمكانية للدفع بعملتهم المحلية أو بإحدى العملات الرقمية, كل ذلك مع المحافظة على الحرية من القيود الإدارية والحكومية. لا حاجة للتذكير هنا بكم الرسوم الإدارية التي سيوفرها هذا النموذج على الأعمال.

بالإضافة للسماح بتحويلات الدفع اللاسلكي, بعض البنوك الرقمية تمنح تسهيلات في الدمج مع أنظمة الدفع في المتاجر. هذا النموذج, والذي يجمع أفضل ما في العالمين, يجعل موقف البنوك الرقمية أقوى بالنسبة لأصحاب الأعمال كبديل عن البنوك التقليدية.

الخلاصة

الانفجار الإعلامي الذي أحاط بالعملات الرقمية جعلها تبدو كظاهرة مذهلة لا يقدرعلى فهمها إلا المتابعون المتعمقون. لكن في الحقيقة, إن تطور الخدمات الشاملة مقل تلك التي تقدمها البنوك الرقمية يبدو أنها وضعت قوة التكنولوجيا المتطورة بين يدي أي شخص عادي.

نظرا لطبيعتها اللامركزية, البنوك الرقمية تقدم حلولا قوية لطيف واسع من الأعمال والمستخدمين. بما يشمل الفائدة الأمنية لاستخدام تكنولوجيا البلوكشين دون التقيد بالتنظيمات المركزية التي تحد من القدرة على الحركة.

غليب ماركوف “Gleb Markov”, الرئيس التنفيذي للعمليات, ومؤسس شريك في البنك الرقمي “Crypterium”, عرف الخصائص المحورية في تكنولوجيا البلوكشين لتنظيم أنشطة التمويل اللامركزي بكونها:

ضمن البلوكشين, لا أحد يمكنه إلغاء أية عملية تحويل, ولا معرفة هوية مستخدم محفظة ما. كل شيء لا مركزي, مجهول الهوية, ودائم – ونحن نعتبر هذا العالم عالما جميلا نعيش فيه.

يكمل حديثه لتوضيح الفوائد متعددة الأوجه للبنوك الرقمية, والتي تؤثر على التاجر والزبون, على حد سواء:

 

المتاجر تحتاج أن تكون قادرة لا على قبول العملات التقليدية فحسب, بس أيضا العملات الرقمية بمختلف أشكالها.

الإنجازات التي حققتها حملة ماركوف تظهر كنموذج حي لحكمته, فمصر”Cryptonium” حاليا يقدم الدعم لما يزيد عن خمسين ألفا من حاملي أكواد “Token”, مع عمليات تشمل 154 دولة منذ إطلاقه في 31 أوكتوبر من عام 2017. المصرف أيضا يقدم أشكالا من معظم, إن لم نقل كل, الخدمات المذكورة في مقاله, مما يشكل نقطة بداية جيدة في البحث عن البنوك الرقمية.

المصدر

التعليقات مغلقة.